الطف.. واحد من خيارات “الأساس”
د. فاطمة الزيداوي
الأساس العراقي، ليس تياراً دينياً، لكنه إنموذج شامل، تتكاثف فيه تعاليم الإسلام وقوانين الدولة وأعراف المجتمع.
نزلت الكتب السماوية الثلاثة، دستوراً يثبت أركان الحق، في المجتمعات التي تؤمن بما أنزل عليها، ختمها الإسلام متمماً مكارم الأخلاق…
ولتتم الأخلاق لا بد من السير على الخط الموازٍ للباطل، بالحق الذي أرسى دعائمه الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله، تضافراً مع رؤى الهدي التي إنتهجها الخلفاء الراشدون، ريثما ىإنعطف بني أموية لاعبين بالملك “فلا خبر جاء ولا وحي نزل” متنكرين لرسالة محمد (ص).
هنا والآن.. كما يفيد الديالكتيك الماركسي (أي الجدلية المادية التي تأسست عليها الشيوعية) نحن الآن.. وأقصد بنا العراقيين بعد 9 نيسان 2003 نجد شعبنا في مرحلة لا تقل عما وجد الحسين.. عليه السلام، نفسه فيه، تنكرات متلاحقة، كل من وعد تنصل عما وعد، بل، ناصبه داعوه عداوةً لإرضاءِ يزيد.. لعنه الله.
أعاد التاريخ دورته؛ فوجد شعب العراق نفسه منذ 2003م في ما وجد الحسين عليه نفسه سنة 61 هـ، قلوب الناس معه لكن سيوفهم عليه، الروزخونات يحتكمون الى شهوة المال في محاولة خداع الشعب أن “القضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء” محرِّفين القول النظري عن فاعليته الميدانية.. كلمة حق يراد بها باطل، وكأن الرب يتضاد مع المنهجية السترتيجية، بإعتباره “كل يوم في شأن”.
هذا الإنزياحيات الفكرية التي تؤسس الى تبديد الموقف؛ وإتخاذ الإيمان بالله مخدراً سكونياً، يحث الناس بالكف عن حركة التغيير، فيستغل نهازو الفرص هذه القناعة للإستحواذ على العراق وإستعباد شعبه.
سأؤلف كتاباً في فلسفة الإستعباد؛ وأكرس فصلاً فيه، للتأمل من خلال موشور “تيار الأساس العراقي” بإعتباره منهجاً يمكِّن الفرد من كسر الأغلال التي تقيده فطرياً ودينياً وتربوياً وتعليمياً ودستورياً… متحرراً… من دون تدنيس المقدسات، بل حماية المقدسات من أن يدنسها مراؤوا الإيمان الذين يحتكمون الى شهوة المال، المكتظة بالخيانات لله ورسوله والأئمة المعصومين.
وبهذا ترسخ جدلية “الأساس العراقي” تياراً حضارياً مدنياً يحتكم لتعاليم الدين وقوانين الدولة وأعراف المجتمع؛ في إنتشال العراق من دعاة الإنقاذ الذين يواصلون إغراقه.
د. فاطمة الزيداوي