الخميس, مايو 15, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالاتالسنة والشيعة .. اخوة , رغم كل الحاقدين ..؟

السنة والشيعة .. اخوة , رغم كل الحاقدين ..؟

السنة والشيعة .. اخوة , رغم كل الحاقدين ..؟
عباس طريم


عشنا في العراق , اخوة في وطن لا نعرف الضغائن والاحقاد , نزور المراقد السنية والشيعية , وناكل بسفرة واحدة والشيعي يأكل ببيت السني , والسني يأكل ببيت الشيعي ,والزواج قائم على قدم وساق بين السنة والشيعة , والحياة طبيعية وتمشي كما نشتهي ونريد . وكان صديقي “عادل -السني ” يبات عندنا يأكل ويشرب ولا يرتاح الا معي .. وعندما تضايقنا بسبب اخي , كانت هزيمتي انا .. عند عادل في بيته وبقيت هناك .. اكل واشرب وانام لحين انتهاء المشكلة وعودتنا جميعا الى البيت . واتذكر .. ان عادل السني , هو الذي اكمل بناء جامع الصادق الشيعي .
.. هو يبني , والكل تساعده في البناء , وعندما نذهب لزيارة سيدنا الكاظم , نمر بسيدنا ” الشيخ عبد القادر ” نزوره .. وكنا نحن الشيعة .. لا نرتاح الا في بيت عادل السني , ذلك البيت الطيب الشريف , الذي كان يجمعنا فناكل ونشرب ,ونتسامر الى اخر الليل . وكنا لا نرتاح الى الضيوف الذين يزورون بيت عادل , حتى لوكانوا من اقاربه .. لأننا جميعا سنكون خارج البيت ننتظر خروجهم .. حتى ان عادل في احدى زيارات اقاربه لبيتهم .. خرج علينا وصاح بأعلى صوته : [ عمي روحوا ناموا ذوله عمامي جايين من كركوك وراح يباتون عدنه , اني ابتليت بيكم بلوه..ما عدكم ابيوت ].. وعندما دارت الأيام , وسافرت الى أمريكا , كان اول اتصالي وسؤالي عن عادل , اخي الذي احبه اكثر من روحي , وكنت ارسل له الحوالات كما أرسلها الى اخوتي ..وقد اتأخر عن اخوتي , لكني لا استطيع ان أتأخر عن اخي عادل , وكانت الظروف الحرجة التي يعيشها أهلنا في العراق .. تستدعي مد العون للاحبة . وعندما وصلني خبر وفاة عادل رحمه الله .! اسودت الدنيا بوجهي وتغير حالي واخذت اصرخ من اعماقي والطم على صدري , وأصبحت أرى العالم بمنظار اخر , وكنت في الليل عندما اضع راسي على الوسادة اتذكره .. اشعر بدموعي تتساقط وقلبي يعتصر وتأخذني ذاكرتي الى البيت الذي لا نرتاح , الا لساكنيه , والى عادل الذي يسيطر على ارواحنا وكانه قائد , ونحن تحت امرته .. اليوم للأسف تغير كل شيء , واصبح السني يتفاخر بتسجيله النقاط على الشيعي , والشيعي يتربص بأخيه السني وكأننا ” اخوة أعداء ” وفي مواقع التواصل الاجتماعي .. نشاهد ابشع صور التجاوز.. والانحدار الأخلاقي الذي وصل حدا لا يمكن السكوت عليه .. فالتجاوزات التي تنال من ال البيت الكرام وصحابة رسول الله الكرام .. قائمة على قدم وساق , وكأن الامة الإسلامية كتب عليها ان تطعن بخناجر أبنائها والسنتهم .
واظن الواجب الشرعي .. يستدعي من العقلاء وأصحاب الراي , ان يكثفوا من توعية المجتمع الى نبذ التنافر والتناحر , وتذكير الجميع .. باننا اخوة في وطن واحد , وان ما يجمعنا اكثر بكثير مما يفرقنا , وليتذكر الجميع.. [ ان الكلمة الطيبة صدقة ] كما قال رسولنا الكريم ص . وان الكلمة الطيبة .. عادة لا تخرج الا من افواه العقلاء , الذين يتصفون بسيماء العلم والادب ,
بينما إشاعة الفرقة بين المسلمين , كانت منذ البدء على ايدي اشخاص جاهلين , لا علم لهم ولا ادب , ولازلنا نعاني منهم حتى الان.
وعلى جميع المسلمين ان يتقوا الله ، فالظرف حساس للغاية ,وان يستنكروا كل تجاوز او خروج عن قاعدة الادب , تطال رموزنا الدينية . [ جميعهم ]
وان علماء الدين .. يقفون في الطليعة، وعليهم ان يدفعوا الناس قدر المستطاع ,الى ما يقرب القلوب ويوحد الصف , ويعيدنا الى السكة المحمدية الحميدة .
وان نستكر جميعنا .. كل ما يطال رموزنا الدينية , من ال بيت الرسول ص , وأصحاب الرسول ص , وزوجات الرسول ص .وان لا نفسح مجالا , او نتقبل أي فسحة من التطاول , على من كانوا عونا لرسولنا الكريم ص في جميع الحروب التي خاضها .. وكانوا يمثلون الخط الأول للدفاع عن الرسالة .. وصدورا مشرعة للتضحية بأرواحهم من اجل احياء الرسالة المحمدية.. نعم علينا ان نتماسك ونتحد ..كي نعيش بأمان وسلام , جميعنا .. غير هذا , فأننا جميعا .. ذاهبون الى الهاوية. ..

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -spot_img

الأكثر شهرة

ياظالمي

اليتيم عدنان

غيرة الرجال

المستحيل

احدث التعليقات