الإثنين, مارس 24, 2025
spot_img
الرئيسيةالاتجاهات الحديثة في التعليم المعماري وتأثيرها على العمارة

الاتجاهات الحديثة في التعليم المعماري وتأثيرها على العمارة

تاريخ العمارة هو رحلة مستمرة من التطور والتجديد تعكس الاحتياجات والتطلعات الإنسانية على مر العصور. هذه الرحلة ليست فقط عن تنويعات الأشكال والطرز، بل هي تعبير عن حياة ومعيشة الشعوب، وتهدف لتحقيق احتياجات وظيفية معينة. في العمارة، تتولد الطرز المعمارية عندما يحاول المصممون تقليد أو تطوير أساليب تصميم محددة، ولكن لا يمكن قبول كل الطرز أو رفضها بشكل مطلق، حيث يمكن أن يولد كل اتجاه جديد طرازاً خاصاً يعبر عن روح عصره، إلا أننا نقول هنا السؤال المركزي لمصلحة من هذه العمارة لخير الناس ام لخير الفاسدين من الناس مبيضي أموال السرقات ومحتكري سوق السكن وحياة الناس.

 الاتجاهات الحديثة في التعليم المعماري

1.التركيز على البعد الاجتماعي والوظيفي

   – بدأت الاتجاهات الحديثة في التعليم المعماري تهتم أكثر بالجوانب الاجتماعية والوظيفية للمباني، بهدف خلق بيئات معيشية تلبي احتياجات الأفراد وتعزز من جودة حياتهم.

   – تطورت هذه الفكرة بشكل ملحوظ بعد الثورة الصناعية، حيث سعت الحركات المعمارية إلى المزج بين الابتكارات الفنية والمتطلبات الاجتماعية، مما أدى إلى ظهور مدارس مثل مدرسة “الباوهاوس” بقيادة والتر كروبياس، التي ركزت على الوظيفية والبساطة والنقاوة وأضحت العمارة تهدف إلى ما يسمى بالشعر السهل الممتنع وتبتعد عن البهرجة، واليوم جاءت حركة الحداثة الجديدة بعد ما بعد  الحداثة  استمرارا للنهج الذي كان  ينتهجه الباهوس وسعيا الى دور المعماري في (عمل الكثير بالقليل) وهذا يجب ان يكون الشعار  والهدف المركزي  في التعليم المعماري للدول النامية وخصوصا العراق الذي بلغ الأمر فيه ان ربع الشعب دون خط الفقر وسينبذ الشعب كل من يسعى إلى تزييف عمارته النقية الرائدة الاصيلة بالكليشات الشعبوية التي تدعو إلى  إغراق العمارة بنقوش وزخارف شعبوية باسم التراث، فالتراث سلسلة من القرارات تبدأ من تخطيط المدن وتنتهي بوظيفة المبنى واختزاله بمادة إنهاء او عنصر انشائي، انه التخلف بعينه في العمارة.

 2- دمج الاستدامة في التعليم المعماري

– الاستدامة هي أحد الاتجاهات الحديثة البارزة في التعليم المعماري، حيث يتم تعليم الطلاب كيفية تصميم مبانٍ صديقة للبيئة وموفرة للطاقة، مع التركيز على استخدام المواد الطبيعية وإعادة تدويرها.

ويلزمنا تعليم الطلبة الاقتصاد المستقل والتنوع الحيوي ومهارة في استخدام المواد المتاحة وخصوصا في المباني الريفية مثل الطين والقصب والقوغ والحجر المحلي وإدخال تدريس هذا الاتجاه يعكس توجهًا عالميًا نحو تقليل الأثر البيئي وتحقيق التوازن بين التصميم والبيئة.

 3.التكامل بين التكنولوجيا والعمارة

– أدخلت التكنولوجيا تغييرات جذرية في التعليم المعماري، بدءاً من برامج التصميم الرقمي إلى استخدام الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد في تصميم وتنفيذ المباني.

تتيح هذه الأدوات الحديثة للمعماريين استكشاف أشكال جديدة ومبتكرة، مع تحسين الدقة والكفاءة في التصميم والتنفيذ.

 4.التركيز على تجربة المستخدم والتصميم المتمحور حول الإنسان.

الاتجاهات الحديثة تركز على أهمية التصميم الذي يراعي السلوك الإنساني والادراك المعرفي(الكوكنتف) وتجربة المستخدم، بهدف إنشاء بيئات مريحة ومستجيبة لاحتياجات الأفراد.

 لذلك توجب ادخال مادة الادراك المعرفي في المناهج وكانت هناك تجربة رائده قامت بها الجامعة التكنلوجية واهملتها، وهذا هذا يشمل دراسة العلاقة بين البيئة المبنية والسلوك، مما يعزز من تصميم مبانٍ تعكس فهمًا عميقًا للطبيعة البشرية.

 5.التجريب والابتكار كجزء من التعليم المعماري

شجعت المدارس الحديثة مثل المستقبلية والتعبيرية المعمارية على التجريب بالمواد والأشكال، مما يدفع الطلاب إلى تجاوز الحدود التقليدية والبحث عن حلول تصميم جديدة تلبي تطلعات المستقبل، الا ان الحركات الجديدة مثل البرمترية شجعت أسلوبا آخر جديدا وسلاحا ذا حدين، العمارة الرقمية, التخلف عنها يعني أننا ضد إرادة العصر وهي التطور الرقمي والرضوخ لها، الجانب غير المنضبط يعني أننا في فوضى عارمة في العمارة  قد يتحملها بلد متقدم ولكن لا يتحملها بلد نامي بالكاد يجد قوته اليومي وربع شعبه دون خط الفقر،  لذا نرى أن الحل في أن نجعل القسم المعماري بقلب نابض مركزي واحد يسمى مركز تصميمي  ونلغي موضوعة الصفوف فالكل ينتمي لهذا المركز التصميمي المفتوح والتدريس يتم به وفق مجاميع قد تتضمن كل مجموعة من صفوفنا  مجاميع  من سنين مختلفة ومهن وحرف متنوعة في قاعة مركزية تسمى المركز التصميمي  وهذا نصا ما يحدث الآن في الام أي اتي وهارفرد ويل،  انها مناسبة أيضا للأقسام المعمارية الجديدة في المحافظات حيت سيتيح التعلم الرقمي لهم التعليم من الكوادر الكبيرة والمجربة  والمنظمة في كل العالم وهذا يعني  عدم إبقائهم على منهج جامعة بغداد التي صاغ كل مناهج الأقسام المعمارية المختلفة التي يجب ان تهتدي بالحاجة المحلية للمحافظة  وليس بالضرورة لبغداد.

  الاستنتاج

الاتجاهات الحديثة في التعليم المعماري ليست مجرد أساليب تدريسية، بل هي قوة دافعة نحو تشكيل   المعمارية المستقبلية وتمثل إرادة العصر . من خلال التركيز على الجوانب الاجتماعية، والاستدامة، والتكنولوجيا، وتجربة المستخدم، يتحول التعليم المعماري إلى مختبر إبداعي (مركز تصميمي) جماعي (العمارة المتكاملة) يمكن أن يحدد شكل المدن والمباني في المستقبل، محققًا توازنًا بين الجمال، والوظيفة، والابتكار ويكون الهدف المركزي فيه عمل الكثير بالقليل.

ــــــــــــــــــ

* معماري واكاديمي

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -spot_img

الأكثر شهرة

احدث التعليقات