أعلنت هولندا، عزمها إعادة رأس أثري حجري مسروق عمره نحو 3500 عام من عهد الفراعنة إلى مصر قريباً، وذلك في أعقاب لقاء جمع رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، الأحد.
وقال سخوف في بيان بعد لقاء السيسي خلال مشاركته في افتتاح المتحف المصري الكبير: “خلال حديثي، أعلنتُ أن بلادنا ستعيد إلى مصر رأساً حجرياً من سلالة الملك تحتمس الثالث، وهو إرث تاريخي، صودر من معرض فني هولندي”.
وذكرت وزارة الثقافة الهولندية في بيان، أن التمثال، الذي يعود لأحد كبار مسؤولي الملك تحتمس الثالث، أحد أبرز ملوك الأسرة الثامنة عشرة (1479- 1425 قبل الميلاد)، سُرق من مصر، وجرى تصديره بشكل غير قانوني.
وتأتي الخطوة، بحسب البيان، “ضمن التزام هولندا باتفاقية اليونسكو لعام 1970 لحماية التراث الثقافي وإعادة الآثار إلى بلدانها الأصلية”.
وأكدت هولندا أنها تعمل بنشاط على مكافحة الاتجار بالسلع الثقافية المسروقة، ومن المتوقع أن تقوم هيئة التفتيش الحكومية للمعلومات والتراث بتسليم الرأس إلى سفير مصر في هولندا في نهاية هذا العام.
رحلة عودة التمثال
التمثال المعني عمره نحو 3500 عام ويجسّد أحد كبار المسؤولين من أسرة الفرعون تحتمس الثالث. وقد عُرض الرأس في عام 2022 في معرض TEFAF للفنون البصرية والآثار والتصميم. وبعد تلقي بلاغ مجهول عن الأصل غير القانوني للقطعة، قام التاجر بتسليمها طوعاً.
وأثبتت الشرطة الهولندية وهيئة التفتيش بعد التحقيق أن الرأس تم الحصول عليه عن طريق النهب، وتم تصديره بشكل غير مشروع من مصر.
وتحمل هذه القطعة أهمية كبيرة لهوية مصر الثقافية. وتؤكد هولندا التزامها، على المستويين الوطني والدولي، بضمان عودة القطع الأثرية إلى بلدانها الأصلية، وذلك استناداً إلى اتفاقية اليونسكو لعام 1970 التي تهدف إلى منع التصدير غير المشروع للسلع الثقافية وإعادة التراث المنهوب إلى موطنه.
وشارك سخوف في افتتاح المتحف المصري الكبير، كما التقى، إلى جانب نظيريه البلجيكي واللوكسمبورجي، الرئيس عبد الفتاح السيسي لبحث العلاقات الثنائية الواسعة، بما في ذلك التعاون في المجال الثقافي.
ويعد المتحف المصري الكبير الأكبر في العالم المتخصص في الحضارة المصرية القديمة، إذ يُمثّل نحو 5 أضعاف حجم المتحف البريطاني، وضعفَي حجم متحف اللوفر في باريس، وضعفَي حجم متحف المتروبوليتان في نيويورك”، وفق الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أحمد غنيم.




