بيعت حقيبة “هيرميس بيركين” الأصلية، المصمّمة للممثلة جين بيركين عام 1983، في مزاد علني بباريس، بأكثر من 10 ملايين دولار ( 8.6 مليون يورو)، لمشتري ياباني مجهول الهوية.
وقالت “بلومبرغ” إن السعر حطم الرقم القياسي السابق لبيع حقيبة يد في مزاد، إذ بيعت حقيبة “هيمالايا كيلي” نادرة، من صنع “هيرميس” أيضاً، من جلد التمساح مرصعة بماسة في مزاد في دار “كريستي” (Christie) مقابل 4 ملايين دولار هونج كونج (510 آلاف دولار) في 2021.
وفي حين لم تكشف دار سوذبيز عن تفاصيل المشتري، كشف مصدر مطلع على عملية البيع لـ”ARTnews”، “أن لورين سانشيز، زوجة جيف بيزوس الجديدة، كانت من بين المزايدين المجهولين الذين قدّموا عرضاً أقل من السعر المحدد.
تعدّ هذه الحقيبة الجلدية السميكة، تحفة فنية، وبفضل اسمها الأنيق الذي يعود إلى عصور قديمة، ويعني”بستان البتولا”، وصناعتها اليدوية الأصلية من جلد التمساح، تحوّلت إلى قطعة فنية ثمينة، وظهرت في معارض عالمية مثل متحف الفن الحديث في نيويورك، ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن.
مرّت تلك الحقيبة بمراحل عدّة ومالكين حصريين، بعد أن باعتها الممثلة الإنجليزية الفرنسية جين بيركين عام 1994، للمساعدة في تمويل أبحاث الإيدز. وفاجأ السعر النهائي للنموذج الأولي مالكة الحقيبة الحالية، كاثرين بينير، التي اشترتها في مزاد عام 2000، بسعر لم يُكشف عنه.
وقالت أوريلي فانديفورد، مديرة المزاد: “أصبحت “بيركين” اليوم رمزاً حقيقياً للموضة، إنها في الواقع الحقيبة الأشهر على مرّ العصور”.
ووصفت مورغان حليمي، رئيسة قسم الحقائب والإكسسوارات العالمية في الدار، “المزاد بأنه علامة فارقة في تاريخ الأزياء الفاخرة”.
وأظهر بثّ مباشر للمزاد، جولة مزايدة حامية استمرّت عشر دقائق، بين 9 من هواة جمع التحف، مصحوبة بصيحات استهجان، حيث دفعت المزايدة السعر إلى ما يزيد عن مليون يورو مباشرة، وهي نقطة انطلاق المزايدة المسبقة.
الحقيبة الأولى
النموذج الأولي للحقيبة الذي صُنع عام 1984، يحمل الأحرف الأولى من اسم السيدة بيركين، ويتضمن مقصّ أظافر علّقته الممثلة على الجزء الخارجي من الحقيبة، كما أنه مصنوع بطريقة مختلفة عن تلك التي تُباع اليوم.
وأصبحت الحقيبة بعد المزاد الأخير، أغلى قطعة أزياء تُباع في مزاد علني في أوروبا، بحسب دار سوذبيز.
وتجاوز سعر البيع قبعة كانت ملكاً لنابليون بونابرت”. علماً أن الحذاء الأحمر الياقوتي من فيلم “ساحر أوز”، الذي ارتدته جودي جارلاند، تم بيعه بأكثر من 32 مليون دولار أميركي عام 2024.
وكانت الحقيبة عُرضت آخر مرة في مزاد قبل 25عاماً، من قِبل بائعة تدعى “كاثرين ب” من قِبل دار سوذبيز، وقالت: “إنه دليل مذهل على قوّة هذه الأسطورة، وقدرتها على إثارة شغف ورغبة هواة جمع التحف، الباحثين عن قطع استثنائية ذات أصول فريدة”.
أضافت: “إن بيع حقيبة بيركين الأصلية هو في نهاية المطاف، احتفاءٌبروحها الخالدة وجاذبيتها، وبملهمتها جين بيركين”.
المنشأ والمواد
تتوفر الحقيبة بأنواع مختلفة من الجلود، مثل جلد العجل والسحلية والنعام. ويعد جلد التمساح الذي يستخدم في صناعتها أيضاً، من أغلى أنواع الجلود المستخدمة. تبطّن كل حقيبة بجلد الماعز، ويتطابق لون الجزء الداخلي مع لون الجزء الخارجي.
تُصنع الحقائب يدوياً في فرنسا بواسطة حرفي واحد، ثم تصقل وتطلى وتلمّع، ويستغرق صنعها ما يصل إلى 18 ساعة.
ويقول البعض إن الحرفيين يتدربون لمدة خمس سنوات قبل أن يُسمح لهم بصنع أول حقيبة بيركين. كما تستخرج الجلود من مدابغ مختلفة في فرنسا، ما ينتج عنه روائح وملمس مختلف.
في مايو 2017، بيعت حقيبة بيركين من جلد التمساح الأبيض غير اللامع بطول 30 سم، مصنوعة من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً ومزينة بـ 245 ماسة في مزاد “كريستيز” في هونج كونج، مقابل 377,261 دولاراً، مسجلةً بذلك رقماً قياسياً جديداً لأغلى حقيبة يد في العالم.