أن واقعة ألطف التاريخية الحاسمة كانت وبحق إحدى الوسائل المحتومة لإنقاذ الأمة فقد الفت بين القلوب كما يؤلف بينهما الأيمان بالله ولقد انطلقت مباديء أمامنا وسيدنا الحسين ( عليه السلام ) من الإنسان ولخدمة الإنسان فهي تتجدد في كل عام كقضية فكرية إصلاحية نابعة لمعالجة الواقع السياسي والاجتماعي الذي يعاني منها السواد الأعظم وسيبقى صداها يدوي بوجه الظلم والطغيان في كل زمان ومكان ويوقظ السبات ليهبوا نحو مقارعته واستئصاله .
إنها مسيرة جهادية باستحقاق تسري ومنذ قرون طويلة في عروق الناس لتدفعهم إلى روح الثورة والتمرد على الظلم والظالمين وتغرس فيهم عظمة التحدي وقول كلمة الحق بوجه سلطان جائر ورفض الخنوع والاستسلام للطغاة العتاة .
لم تكن ثورة آنية عالجت زمناً واحداً أو غطرسة سلطة معينة بل هي ثورة غرست معنى الإصلاح في مسيرة الحياة وديمومتها متى ما وجد الظلم والفساد إنها مسيرة جهادية استأثرت بالشهادة وحب الناس حاربت بشرف ومباديء كل الظالمين والمفسدين والسراق لحقوق الناس من القتلة والمجرمين أرباب السلطة والجور ممن تحكم بأحوال الناس ؟؟ مسيرة جهادية حمل لواءها رجال مؤمنون تنبض قلوبهم بالإيمان صادقين على ماعاهدو الله عليه متبصرون بأحداث يومهم متنورون لمفاجآت مستقبلهم تتفجر طاقاتهم بهمة الهمت الثائرين على مر العصور معنى الثورة وروحها .
إننا اليوم بأمس الحاجة إلى هزة عنيفة تستلهم قيم الثورة الحسينية المباركة وتحيي ضمير الشعب وتلهب أحاسيسه ومشاعره وعواطفه لردع الطغاة الجدد الذين عاثوا في الأرض فساداً وجوراً واستخدموا كل ألوان الاضطهاد والتقتيل وسرقة ألمال العام وتركيزها في أكفة السلطة لاستخدامها كمغانم ومغريات وبوسائل دنيئة لشراء الذمم .
ويأبى سيدنا الحسين ( عليه السلام ) ان يتبع نهجه الشريف من يتأسى عليه بالحزن والبكاء واللطم والعويل والتطبير .. ويتحبب الى قلبه الطاهر رجال يؤمنون به كقدوة لهم ويترجمون مبادئه قولاً وعملاً واستقامة تتحلى بالتضحية والمباديء الصادقة من أجل رفع شأن الدين الحنيف .تحيات كريمة عبد اللامي