
- التفاصيل
- علي سالم
- مقالات
-
207
يعّد القمح من أهم محاصيل الحبوب وأكثرها زراعة وإنتاجا في العالم، لأهمية مادة الكلوتين التي تحتويها، والتي يعود لها الفضل في انتاج أفضل أنواع الخبز. تتراوح نسبة الكلوتين (وهو مادة مكونة من بروتين الكلايدين وبروتين الكلوتينيين) في الحنطة الجيدة من 30 – 35 في المائة، ويعتمد حجم رغيف الخبز وانتفاخه على كميته. كما تعد الحنطة مصدراً رئيسياً للكاربوهيدرات لاحتوائها على نسبة عالية من النشأ (حوالي 70 في المائة) والبروتين (8-17 في المائة) والدهون (1.5-2.0 في المائة) والباقي ماء وألياف.
وفي العراق، الذي يعتبر الموطن الأصلي للقمح، تتم زراعة حوالي مليون هكتار بهذا المحصول، فيما تتذبذب انتاجية الأرض من سنة لأخرى تبعاً لكميات الأمطار ومواعيد سقوطها خلال الموسم. وتعتبر المناطق المعتدلة ذات الظروف المناخية الباردة وشبه الجافة أفضل المناطق لزراعة الحنطة، والتي يمكن تقسيم أصنافها على أساس درجة الحرارة إلى مجموعتين:
أ- مجموعة الحنطة الشتوية: تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة من صفر – 8 مْ لعدة اسابيع خلال فترة تكوين التفرعات قبل أن تبدأ بالاستطالة وذلك لإحداث التزهير، ويقل الحاصل إذا كانت الحرارة أعلى من 30 مئوي.
ب- مجموعة الحنطة الربيعية: لا تتحمل أصنافها البرودة والانجماد وتبدأ بالتزهير عندما تكون فترة الاضاءة طويلة، وأفضل حرارة لها بين 20 و24 مئوية.
وعليه يجب اختيار الصنف المناسب لمواعيد الزراعة حسب الظروف الجوية والعملية. لا تقاوم الحنطة الجفاف بدرجة كبيرة، ولا يناسبها الجو الحار المصحوب بالأمطار الغزيرة لأنه يشجع على انتشار مرض الصدأ بصورة وبائية، كما تؤدي الأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف إلى رقاد النباتات ومن ثم انخفاض الحاصل. وأظهرت الأبحاث بأن أعلى انتاج للحنطة قد تحقق حين كان معدل سقوط الأمطار وتوزيعها خلال موسم النمو ما بين 500 – 1700 ملم سنوياً. وتعد الكمية المثالية من المياه المطلوبة لزراعة محصول قمح ناجح هي 300-380 ملم خلال موسم النمو. ويتكيف قمح الشتاء مع كمية الماء المتوفرة حيث يمكنه تعديل نموه استجابة لنقص المياه، وهي خاصية لا تتمتع بها الأصناف الربيعية. ومن المهم الانتباه إلى أن الإفراط في الري يؤدي إلى النمو الخضري الكبير، بحيث تتأخر جداً وتتضرر عملية التزهير وإنتاج الغلة.
كما تشير النتائج إلى أن كمية البذور اللازمة في الأرض الإروائية بحدود 20 -25 كغم في الدونم وفي الاراضي الديمية 25-33 كغم في الدونم. ويجب أن يبلغ عمق حرث التربة 15 سم، وأن تترك فواصل 7-20 سم بين الخطوط، مع الانتباه لتغطية البذور بحوالي 6 سم للحنطة الشتوية و4 سم للربيعية. وعموما يجب بقاء التربة رطبة لضمان نمو سريع وجيد، وخاصة عند فترتي الإنبات والتزهير.
ومن أهم الأمراض التي تصيب الحنطة مرض صدأ الساق الأسود، وهو مرض فطري يظهر على شكل بقع صغيرة على الأوراق وأغمادها والأجزاء الزهرية، والتي تتحول إلى لون بني محمر ومنتشر في خطوط طويلة توازي العرق الوسطي للساق، ومرض التفحم، وهو الآخر مرض فطري يمكن أن يؤدي لخسارة نصف المحصول. كما تهاجم نباتات الحنطة حشرات كحفار أوراق الحنطة والسونة والمن والجراد وغيرها. ومن أكثر الأدغال خطورة على الإنتاج أبو سويف والكلغان والخباز والحنيطة. وقد أوصت دراسة نشرت في مجلة الزراعة العراقية العدد 8 لسنة 2017، باستخدام مبيد pyroxysulam نصف لتر في الهكتار أو Clodinafop-methyl propargyl لتر بالهكتار بعد خلطه بعشرين غرام في الهكتار من Tribenuron methyl لمكافحة هذه الأدغال.