الثلاثاء, يوليو 1, 2025
spot_img
الرئيسيةشعرحظي رمى كل الفؤوس بهامتي

حظي رمى كل الفؤوس بهامتي

الشاعر عباس طريم

عودت نفسي فالنحيب دوائي

ابكي فيرقد مثل طفل دائي

نار تشب وتستبيح حشاشتي

فتحيل جمرا حارقا احشائي

تلك الدموع افيق عند سماعها

تجري وتملأ وجنتي وانائي

وتفيق روحي كلما لمست يدي

قطراتها وتناثرت بردائي

دمعي على مر الزمان عرفته

هو صاحبي في محنتي وعزائي

ما زلت ان ضاق الفؤاد يزورني

ويشد ازري للبقاء بكائي

هو رحمة الله التي لا تنتهي

عني فكانت سلوتي ورجائي

ما لي احس بوحدتي في داخلي

وكأن كل احبتي اعدائي

قد غادروني كل من احببتهم

كانوا كزادي في الحياة ومائي

فغدوت ابحث عن ملاذ امن

عن اخوة كانوا الصفا وهنائي

عن صاحب اجد الامان بقربه

فيه الوفاء كحلة بيضاء

ارجو واضرع في الصلاة لعلني

القاه حتى خاب كل رجائي

صحراء قاحلة يشيب وليدها

ارضي وعنها لا تقل سمائي

لا الصبح نفسي تستريح لصبحه

يوما ولا بات المساء مسائي

انا كلما اسعى لدرء ملمة

كان الجفا والصد بعض جزائي

حظي رمى كل الفؤوس بهامتي

فتلطخت اقدارها بدمائي

حظ يعثر الف الف قبيلة

ويفوق كل مصيبة وبلاء

حظ اضعت العمر في هفواته

ورمى كؤوس السم في احشائي

يأتي ولا يأتي بسيف مشرع

الا لتعكيري وقتل صفائي

حتى سألت العارفين لعلهم

يجدون حلا ناجعا لبلائي

ادعو واضرع في الصباح وفي المسا

فلعل ربي يستجيب دعائي

حظ يلاحق كل خير قادم

متفنن في حرفة الايذاء

في كل يوم قادم لزيارتي

كزيارة الاعداء للاعداء

ما جاءني يوما وغيّر نهجه

ابدا رفيق تعاستي وشقائي

ما زلت احيا كالانام ولم يزل

يسعى لينصب مأتمي وعزائي

ما رمت ارضا واستقر بي الهوى

حتى تحرك جيشه لجلائي

النحس اصبح صاحبي ومضيفي

لا يستلذ بلا صدى ايذائي

هذا العدو يعيش دون ارادتي

وينام رغم الانف في احشائي

قيثارتي بيدي الاعب ريشها

فيثيرني عند الغناء غنائي

ارنو واصرخ في الحياة لعلها

يوما تحن لصرختي وندائي

سارت بي الايام في فلك النوى

وطوت سنين العمر كل ردائي

وتقلبت روحي على طول المدى

ما بين صد احبة وجفاء

انا كلما حط الرحال بصاحب

ارجو على يده يكون شفائي

حلم يراودني يعيش بداخلي

ان التقي من يستحق وفائي

ان التقي بأخ يكون بجانبي

حرا كمصباح لدى الظلماء

لا يستغيب اذا النفوس تباعدت

واذا التفت ارى خطاه ورائي

قالوا صديقك من يظل ملازما

لك في عرى السراء والضراء

وانا ارى كل الوجوه تكشرت

انيابها في حومة البغضاء

فترى الصديق كعقرب متربص

بصديقه وكحية رقطاء

اهل النفاق لهم وجوه كلما

ضحكت تراءى كيدهم للرائي

ترتاح منهم انفس في خدشها

او طعنها بالزيف للعقلاء

المخلصون عفا الزمان عليهم

والغادرون تلفعوا برداء

اف على زمن تباع وتشترى

فيه الضمائر والنفوس ترائي

الخائبون على مدى تاريخهم

الحقد ديدنهم على انشائي

الحقد قد ملأ النفوس فغاضها

ان لا يرى زيف العطا بعطائي

سل دوحة الشعر التي انا فرعها

ان كنت لا تدري عن الشعراء

تنبيك اني لا ازال وليده

طبعت على كفي بالحناء

انا حبرها ابدا يظل مع الندى

ارويه ان جف الندى بدمائي

ما زانني الا نقاء سريرتي

وتخلقي وتسامحي ووفائي

وتحملي الصوت النشاز ولم اجب

فلأنما طبع الحياء ردائي

شتان بين ريائهم وتمسكي

بالصالحات , وغشهم ونقائي

للفاشلين اقولها بترفع

انتم وكل الناعقين ورائي

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

المها

قبلاتِ الهوىٰ

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -spot_img

الأكثر شهرة

احدث التعليقات