الظهور الإلهي في ميلاد المسيح
بقلم القس استاوري هاروتيونيان
راعي الكنيسة الانجيلية العربية – فينكس
عندما نقرأ قصة ميلاد يسوع او الظهورالالهي في
الأناجيل، نرى أن هذه النبوة تحققت بكل تفاصيلها.
وُُجِِدت مريم العذراء حاملاًً بالروح القدس)اشعياء 7:
14 (. وُُلدت ابنًًا، وأُُطلق على هذا الابن اسم يسوع،
الذي يعني «الله يخلص ». لم يكن هذا مصادفة أو حدثًًا
عشوائيًًا. كان تحقيقًًا لنبوة إلهية، ووعدًًا مقدسًًا أُُعطي
قبل قرون .إن تحقيق هذه النبوة هو شهادة على أمانة
الله. إنها تُُظهر لنا أن الله صادق في كلمته، وأنه يفي
بوعوده، وأنه مشارك بنشاط في التاريخ البشري. إن الله
ليس قوة بعيدة غير شخصية، بل هو أب محب وحنون
يشارك بشكل حميمي في حياة أبنائه وخليقته.
في هذا الظهور)الميلاد(، نرى تواضع الله )فيلبي 2: 5- 8(.
كان بإمكانه أن يختار أي طريقة لإنقاذنا، أي طريقة
للكشف عن ذاته. لكنه اختار أن يصبح واحدًًا منا،
ليعيش بيننا، ليختبر أفراحنا وأحزاننا، تجاربنا وإغراءاتنا.
هذا هو الله الذي ليس بعيدًًا أو منفص الًا ، بل مشترك
بشكل حميمي في حياتنا. إنه يعرف كيف يكون الإنسان،
لأنه كان إنسانًًا. إنه يعرف كيف تكون المعاناة، لأنه عانى.
إنه يعرف كيف يكون الإغراء، لأنه كان مجربًًا)متى 4: 1
– 11 (. ومع ذلك، كان بلا خطيئة. هذا هو تواضع إلهنا،
الذي انكشف في الظهور المعجزي للمسيح.
في هذا الظهور نرى أيضًًا محبة الله. لم تكن ولادة يسوع
مجرد عمل من أعمال التواضع، بل كانت عملاًً من
أعمال المحبة. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه
الوحيد)يوحنا 3: 16 (. لم يرسل رسالة أو رسولاًً فحسب،
لقد أرسل ابنه، لقد أرسل نفسه. هذا هو الحب الذي
ليس سلبيًًا أو غير مبالٍٍ، بل نشطًًا ومضحيًًا. إنه حب لا
يتعلق بالمشاعر فقط، بل يتعلق بالعمل. إنه حب ليس
فقط للمستحقين، بل لغير المستحقين. هذا هو حب إلهنا،
الذي تم الكشف عنه في الظهور المعجزي للمسيح.
في هذا الظهور نرى قوة الله. لم تكن ولادة يسوع مجرد
عمل من أعمال التواضع والمحبة، بل كانت عملاًً من
أعمال القوة. هذا هو الله الذي ليس ضعيفًًا أو محدودًًا،
بل قويًًا وذو سيادة. إنه الله القدير، الآب الأبدي، أمير
السلام)أشعياء 6:9 (. إنه هو الذي يملك القدرة على
الخلاص، والقدرة على الشفاء، والقدرة على التحول، إنه
هو الذي يملك القدرة على تجديد كل شيء. هذه هي
قوة إلهنا، التي تجلت في الظهور المعجزي للمسيح.
وأخيرًًا، في هذا الظهور نرى أيضًًا وعد الله. لم يكن ميلاد
يسوع مجرد عمل من أعمال التواضع والحب والقوة، بل
كان عملاًً من أعمال الوعد. هذا هو الإله الذي ليس غير
موثوق به أو غير أمين، بل هو جدير بالثقة وصادق. إنه
هو الذي يفي بوعوده، وهو الذي يفي بكلمته. لقد وعد
الرب بإرسال مخلص، وقد فعل. لقد وعد بإنقاذنا من
خطايانا، وقد فعل. هذه هي وعود إلهنا، التي تجلت في
الظهور المعجزي للمسيح.
هذه هي قصة عيد الميلاد البسيطة، قصة كيف نزل الله
من السماء وجعل نفسه في متناول عامة الناس مثلك
ومثلي. لقد قام الله بدوره في التواصل معنا بالحب. و
السؤال هو: كيف ستستجيب؟ هل تؤمن أن يسوع هو
المسيح، ابن الله الحي؟بينما نحتفل بظهور الله في ميلاد
يسوع المسيح، فلنتوقف ونتأمل الغرض الحقيقي من
هذا الميلاد. يمكننا أن نبدأ حياة مقدسة جديدة في هذا
الاحتفال ببساطة عن طريق عقد عهد مع الله.