الأربعاء, أبريل 9, 2025
spot_img
الرئيسيةالشهيد ناصر محمد البهادلي.. مثالاً للرجولة والتضحية

الشهيد ناصر محمد البهادلي.. مثالاً للرجولة والتضحية

الشهيد ناصر محمد البهادلي.. مثالاً للرجولة والتضحية

الشهيد ناصر محمد صبر البهادلي من مواليد محافظة ذي قار عام 1951 ولد وترعرع في بيئة فلاحية ووسط أفراد عائلة كلهم مناضلون وأفنوا حياتهم في حب الناس، كما توفرت للشهيد فرص الاقتراب من النخب والقوى الوطنية والتقدمية في سنوات عمره الأولى. وبعد قيام ثورة 14 تموز عام 1958 ازداد نشاطه السياسي وانخراطه في صفوف الحزب الشيوعي العراقي على الرغم من صغر سنه واطلع على ما كان ينشر في تلك الفترة من أدبيات وتوجيهات حزبية. وقبيل قيام الانقلاب الفاشي في 8 شباط عام 1963 انتقلت عائلة الشهيد إلى بغداد بعد ان شعرت بضعف الحكومة الوطنية واستفحال خطر الاحزاب والجماعات الشوفينية الحاقدة وتهديداتها المستمرة لعائلة الشهيد.

وبعد حدوث الانقلاب المشؤوم هاجمت مليشيات الانقلابيين وأزلام النظام البعثي الفاشي دار العائلة وخربتها ونهبتها. وفي جانب الكرخ في بغداد حاولت العائلة الاختفاء من مطاردة رجالات الانقلاب المشؤوم بصورة او أخرى، وبدأت صفحة أخرى من معاناة الشهيد ناصر من حيث انخراطه في العمل من أجل كسب مورد للأسرة ومتطلبات العمل الوطني مما تسبب في عدم اكماله لدراسته.

لقد كان الشهيد دؤوبا نشيطا في الدفاع عن حقوق العمال الذين كان يعمل وسطهم في ما يلقيه عليهم من دروس التوعية والتثقيف التي كان قدمها لهم أثناء فترة اللقاءات الجانبية، وقد حرص على اقتناء كل ما هو جديد من إصدارات الحركة التقدمية المتمثلة بطليعتها الاحزاب الشيوعية المناهضة للإمبريالية العالمية، وقد فصل الشهيد من أكثر من وظيفة عمل فيها بسبب وشايات وتقارير ازلام النظام البعثي العفلقي والسلطة الدكتاتورية الصدامية، وتعرضت داره لحملات مداهمة كثيرة في مدينة الشعلة التي ذاقت الويل آنذاك من أزلام سلطة البعث المقبور. وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات كان على تواصل مستمر في عمله التنظيمي حتى بدأت السلطة تكثف في بحثها عن الشهيد ناصر كونه عنصرا معارضا قويا لها ولم يستسلم لأية مغريات وتهديدات ودفعت عائلته ثمنا باهظا في تحمل المضايقات ورعب السلطة الحاكمة آنذاك، فكثيرا ما اعتقلو واستجوبوا من قبل رجالات البعث والأمن الصدامي وحرم إخوته من فرص التعيين في دوائر الدولة وتم فصل الذين تم تعيينهم.

كانت سنوات عذاب مريرة عاشها الشهيد وعائلته وبقية المعارضين للنظام الدكتاتوري، واختفى بعدها سنوات عديدة ولم يعرف عنه إلا القليل بسبب ازدياد الضغط والمطاردة المستمرة آنذاك للقوى الوطنية والتقدمية وبالأخص حزبنا الشيوعي العراقي حتى تم ابلاغ أسرته بخبر إعدامه شنقا حتى الموت في 18/12/1983 حسب ورقة صادرة من مديرية امن الشعلة بعد اعتقال وتعذيب دموي دام شهورا ولم يسلم جثمانه إلى ذويه حتى يومنا هذا.

هكذا كان الشهيد ناصر محمد صبر البهادلي انسانا مناضلا أبيا النفس مخلصا لمبادئه محبا للناس ولم ويضحي برفاقه او مبادئه حتى آخر لحظة من حياته.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -spot_img

الأكثر شهرة

احدث التعليقات