تلوث العقول
“”””””””””””””””
العقل و منطقه يخضعان للإرادة ، لأن الإرادة هي ملكة التصميم على الفعل، و لذلك منشؤها هو منشأ عاطفي و عقلاني. وجدنا في الاواني الأخيرة ، تغيرات كبيرة في مفاهيم و إرادة شباب الشعوب ، التي تأثرت افكارهم و اراداتهم ، بالشعوب الأخرى ، و الذي لعب دورا كبيرا في تلويث عقولهم ،
“الإعلام و التطور”…بحيث أصبح سلوك الطفل و الشاب الشرقي غريب ، من خلال أفعاله و سلوكه، و طريقة تفكيره و نظرته للحياة،
فاصطدمت بالفطرة السليمة.. والعادات الطيبة ، و هذا الاصطدام مما ولد ، صراع الفطرة، و أصبح منقسما إلى طرفين ، الماضي الجميل..و الحاضر المادي المتسارع. نقول الماضي الجميل ، و هذا لا يختلف عليه أي فرد ،و أي شعب من الشعوب ، لأن فيه عاش الإنسان قريب من فطرته ، و مبادئه ، و عاطفته .. و الحاضر المادي المتسارع. . يميل للعقلانية المجردة من الحكمة، فتلوثت عقول الأطفال و الشباب.. بعدة طرق ، منها الطرق الدينية ، التي تتجلى في الواقع الديني ، الذي انتج الحروب العقائدية .. و كذلك عن طريق تحويل الفكر إلى مادة ، بحيث أصبح الشاب ،و الطفل
غايته في الحياة هو الامتلاك و الأخذ ، و ليس العطاء ،كما كان اسلافنا،من قبل ..فلا يرضون بالقليل ولا يصبرون على التغيير الذي في اعتقادهم يكون متاحا رغم الصعاب…. و العراقيل. . فهذه الفجوة التي حصلت نتيجة تلوث العقول باختلاط المبادئ، و طرق العيش و التفكير ،سوف تنتج في النهاية ،شعوبا متشابهة لا فرق بينهم ،في جميع طرق الحياة و في النهاية سوف يؤدي هذا الشيء ، إلى ا انتهاء أخلاقيات المجتمعات..و الخضوع لعالم مادي صرف. الذي سوف
تنتهي معه كل أنواع العاطفة الجميلة و الروحانيات الفطرية السليمة.. و من نتائج تلوث العقل، الفجوة على مستوى الأسرة الواحدة ، و على مستوى الشعب الواحد، المتمثلة في الصراعات الداخلية ، و على مستوى الدول المتمثلة في
الحروب و الصراعات الخارجية.. و لكي تتخلص من هذه الآفة ، نبدأ اولا بالفرد ثم تليه الأسرة فالمجتمع ثم الدولة..
على مستوى الفرد ، التوعية و القدوة في مسؤولية الوالدين.. و على مستوى الأسرة ، كسر روابط
اما على مستوى المجتمع ، تلعب الدولة دورا هاما في نشر و توعية المجتمع من خلال مؤسساته الدينية و التربوية و عدم الترويج لأفكار تخالف فطرة الانسان و عاداته.. و محاربة الجهل بكل الوسائل في المجتمع.. أما على مستوى الدولة ، فالدولة عبارة عن رجال تدير الوطن ، و اختيار تلك الرجال منوط بالشعب الذي هو مصدر السلطة…فعندما تجد الدولة تعاني من التلوث السياسي ، فاعلم انه نتاج المجتمع و نتاج المجتمع هو نتاج الفرد…
و في الأخير اعلم أن الإصلاح يبدأ من نفسك. و إنه هو اللبنة
الراصة التي تصف على أساس
ماضيك الجميل….
بقلم مستشار محمد شمال اسماعيل عضو منظمة حقوق الإنسان العالمية ومكافحة الفساد في الولايات المتحدة الأمريكية اريزونا